نور الأئمة المدير العام للمنتدى
عدد المساهمات : 245 تاريخ التسجيل : 15/10/2010
| | من وصايا الأمام العسكري عليه السلام | |
عن الامام العسكري عليه السلام: قال الصادق عليه السلام : ولربما ترك في افتتاح أمر بعض شيعتنا " بسم الله الرحمن الرحيم " فيمتحنه الله بمكروه ، لينبهه على شكر الله تعالى والثناء عليه ، ويمحو عنه وصمة تقصيره عند تركه قول " بسم الله ـ الرحمن الرحيم ـ. لقد دخل عبدالله بن يحيى على أمير المؤمنين عليه السلام وبين يديه كرسي فأمره بالجلوس ، فجلس عليه ، فمال به حتى سقط على رأسه ، فأوضح عن عظم رأسه وسال الدم فأمر أمير المؤمينن عليه السلام بماء ، فغسل عنه ذلك الدم. ثم قال : أدن مني فدنا منه ، فوضع يده على موضحته - وقد كان يجد من ألمها ما لا صبر ـ له ـ معه - ومسح يده عليها ، وتفل فيها ـ فما هو إلا أن فعل ذلك ـ حتى اندمل وصار كأنه لم يصبه شئ قط. ثم قال أمير المؤمينن عليه السلام : يا عبدالله ، الحمد لله الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنهم لتسلم ـ لهم ـطاعاتهم ويستحقوا عليها ثوابها. فقال عبدالله بن يحيى : يا أمير المؤمنين ! ـ و ـ إنا لا نجازى بذنوبنا إلا في الدنيا؟ قال : نعم أما سمعت قول رسول الله صلى الله عليه وآله : الدنيا سجن المؤمن ، وجنة الكافر؟ يطهر شيعتنا من ذنوبهم في الدنيا بما يبتليهم ـ به ـ من المحن ، وبما يغفره لهم ، فان الله إن الله تعالى يقول : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) حتى إذا وردوا القيامة ، تو فرت عليهم طاعاتهم وعباداتهم . وان أعداء محمد وأعداءنا يجازيهم على طاعة تكون منهم في الدنيا - وإن كان لا وزن لها لانه لا إخلاص معها - حتى إذا وافوا القيامة ، حملت عليهم ذنوبهم وبغضهم لمحمد صلى الله عليه وآله وخيار أصحابه ، فقذفوا لذلك في النار. ولقد سمعت محمدا صلى الله عليه وآله يقول : إنه كان فيما مضى قبلكم رجلان أحدهما مطيع ـ لله مؤمن ـ والآخر كافر به مجاهر بعداوة أوليائه وموالاة أعدائه ، ولكل واحد منهما ملك عظيم في قطر من الارض ، فمرض الكافر فاشتهى سمكة في غير أوانها ، لان ذلك الصنف من السمك كان في ذلك الوقت في اللجج حيث لا يقد رعليه ، فآيسته الاطباء من نفسه وقالوا ـ له ـ : استخلف على ملكك من يقوم به ، فلست بأخلد من أصحاب القبور ، فان شفاءك في هذه السمكة التي اشتهيتها ، ولا سبيل إليها. فبعث الله ملكا وأمره أن يزعج ـ البحر ب ـ تلك السمكة إلى حيث يسهل أخذها فاخذت له ـ تلك السمكة - فأكلها ، فبرء من مرضه ، وبقي في ملكه سنين بعدها. ثم ان ذلك المؤمن مرض في وقت كان جنس ذلك السمك بعينه لا يفارق الشطوط التي يسهل أخذه منها ، مثل علة الكافر ، واشتهى تلك السمكة ، ووصفها له الاطباء. فقالوا : طب نفسا ، فهذا أوانها تؤخذ لك فتأكل منها ، وتبرأ. فبعث الله ذلك الملك وأمره أن يزعج جنس تلك السمكة ـ كله ـ من الشطوط إلى اللجج لئلا يقدر عليه فيؤخذ حتى مات المؤمن من شهوته ، لعدم دوائه. فعجب من ذلك ملائكة السماء وأهل ذلك البلد ـ في الارض ـ حتى كادوا يفتنون لان الله تعالى سهل على الكافر ما لا سبيل إليه ، وعسر على المؤمن ما كان السبيل إليه سهلا. فأوحى الله عزوجل إلى ملائكة السماء وإلى نبي ذلك الزمان في الارض : إني أنا الله الكريم المتفضل القادر ، لا يضرني ما أعطي ، ولا ينفعني ما أمنع ، ولا أظلم أحدا مثقال ذرة ، فأما الكافر فانما سهلت له أخذ السمكة في غير أوانها ، ليكون جزاء على حسنة كان عملها ، إذ كان حقا علي أن لا أبطل لاحد حسنة حتى يرد القيامة ولا حسنة في صحيفته ، ويدخل النار بكفره. ومنعت العابد تلك السمكة بعينها ، لخطيئة كانت منه أردت تمحيصها عنه بمنع تلك الشهوة ، إعدام ذلك الدواء ، ليأتين ولا ذنب عليه ، فيدخل الجنة. فقال عبد الله بن يحيى : يا أمير المؤمنين قد أفدتني وعلمتني ، فان رأيت أن تعرفني ذنبي الذي امتحنت به في هذا الملجس ، حتى لا أعود إلى مثله. قال : تركك حين جلست أن تقول : " بسم الله الرحمن الرحيم " فجعل الله ذلك لسهوك عما ندبت إليه تمحيصا بما أصابك. أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثني عن الله عزوجل أنه قال : كل أمر ذي بال لم يذكر " بسم الله " فيه فهو أبتر . فقلت : بلى بأبي أنت وأمي لا أتركها بعدها. قال : إذا تحصن بذلك وتسعد. ثم قال عبدالله بن يحيى : يا أمير المؤمنين ما تفسير " بسم الله الرحمن الرحيم "؟ قال : إن العبد إذا أراد أن يقرأ أو يعمل عملا ـ و ـ يقول : ـ بسم الله أي : بهذا الاسم أعمل هذا العمل. فكل أمر يعمله يبدأ فيه ب ـ " بسم الله الرحمن الرحيم " فانه يبارك له فيه .
تفسير الامام العسكري عليه السلام ص 23. | |
|